إمرآة تصفع رجل
صفحة 1 من اصل 1
إمرآة تصفع رجل
(( البـــدايـــــة ))
( سعيدة ) فتاة تمردت على مجتمعها وعلى نفسها حتى صعب ترويضها .. تناضل من أجل الكلمة وإخراج صوت المرأة على سطح طغى عليه صوت المجتمع الذكوري ، فلها أنشطة عدة في الشبكة ألعنكبوتيه تحارب فيها الرجال فتسقط تارة بقوة النظام وتعاود الكرة بتشجيع من ذويها حتى أن هناك امرأة في أحد المؤتمرات التي حضرتها كي تستفيد أشغلتها بصوت تقشيم الفصفص فما كان منها إلا أن طوت المجلة التي في يدها وقذفت بها عليها وسمعت كحتها إثر حبة دخلت في حلقها ..
تمر الأيام وكل يوم تواجه مشكلة في إنجاز أعمالها الخارجية حتى آتى يوماً طفح فيه الكيل فأخذت هاتفها الخلوي واتصلت بصديقتها الصحفية ( سديم ) وطلبت منها أن تحضر لها حية كانت أو ميتة ( تسمع بالسرعة ) .. لم تمضي الساعة إلا وهي تقف أمامها لاهثة من شدة التعب وهي تلوح بيدها .. معليش علني راعي التكسي ألين فهم يمينه من يساره أضطريت أقوله لف مع اليد اللي تشرب فيها مره يلف صح ومره يخربط ويقولي معليش أنا في ينسى يشرب باليسار .. أوقفتها ( سعيدة ) بإشارة من يدها وهي تأمرها أن تذهب معها كي تقود السيارة في شوارع الرياض..
ارتبكت ( سديم ) من هول الصدمة وعكست سؤالا خرج من داخلها تعرفين تسوقين ؟ .. أومأت برأسها وهي تخرج علكة وتمضغها كما في الأفلام الأمريكية عندما يهم الجيش بالخروج في مهمة انتحارية .
خرجتا وتوجهتا إلى الددسن الغمارة وهي تقول لزميلتها كنت دايم أسوق في البر وهالددسن يشهد لي كل اللي عليك تصوريني بجوالك وأنا أسوق..
ما إن أنهت حديثها حتى أخرجت ( سديم ) هاتفها النقال وهي تتطلع إلى النفايات المكومة عند قدميها قائلة .. متأكده هذا ددسن مهوب سيارة زبالة .. تجاهلتها وهي تلف الاشارب على رأسها .. وأكملت ( سديم ) عملها بصمت ومن ثم رفعت إبهامها بأن التسجيل يعمل لتقول ( سعيدة ) .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا ( سعيدة ) ومثل ما أنتم شايفين هالحين أنا في السيارة وبدور في شوارع الرياض لأن الحرمة لازم تقود .
وبينما هي تتحدث كانت تعود بالسيارة إلى الخلف كي تخرج من الموقف وخبطت في عامل حفريات كان يعطي توجيهات إلى زميلة في الحفرة وسقط عليه وأكملت طريقها وهي تقفز قفزات خفيفة لتسألها ( سديم ) وش فيك .. أجابتها مدري وش فيني أنقز متعودة على سواقة البر ..
أنهت حديثها وأخذت تدور في شوارع الرياض وهي تتحدث إلى الكام .. هالحين مثل ما أنتم شايفين الحرمة لازم تقود بكره لا قدر الله يمرض السواق وإلا شي بسم الله عليه تكون الحرمة فيه عشان تقدر تشيله وتودية يتعالج ويؤدي واجباته اليومية على أكمل وجه .. لكزتها ( سديم ) بيدها لتتلعثم وهي تقول أقصد زوجك بسم الله عليه .. هالحين حنا في طريق سفيان أبن معاوية وقبله كنا في طريق مدري وش أسمه وبالمناسبة نتمنى من الحكومة بعد ما تقر قيادة المرأة تغير أسماء الشوارع لأنها كذا صعبة كيف نقدر نكتبها في الجي بي أس ...
وبينما هي تتحدث سقط الجوال من يد ( سديم ) ودخل رأسها في الزاجاج الأمامي وتكومت بكامل جسدها تحت الأقدام إثر توقف مفاجأ جعلها تقول بتلعثم وش فيك الله ياخذك بغيتي تموتينا .. نطقت كلماتها وهي تنظر إلى ( سعيدة ) التي قالت بكل برود مافيه شي بس قطوة بتقطع الشارع ووقفت لها ..
بعدها أمرتها بأن تعيد تثبيت الهاتف الخلوي على وجهها وأكملت بكل ثقة .. لأنه يجب الرأفة بالحيوان وإعطائه حق العبور إلى متى وحنا وغيرنا يقطع الشارع ركض لازم يكون فيه مشاة ، وغير كذا محتاجين أصوات القطاوة والكلاب في تأييد قيادة المرأة ..
أخذت تناقش ( سديم ) وتوضح لها بأن القطط والكلاب هم فريسة سهله في يد الشباب الذين يقودون السيارة وبينما هي تتحدث فإذا بأربعة شبان يسيرون بمحاذاتهم ويشيرون لها بيدهم كي تنتبه لهم وأحدهم يقول .. وش في الحلو اللي يسوق ما يعطينا وجه والآخر يا عسل أصير دركسون بين يديك والثالث يضحك على صديقه أنتبه أجل لا يلصق عليك العسل يا دركسون هاه هاه .. تجاهلتهم للحظات وهي توجه حديثها للتسجيل .. مثل ما أنتم شايفين حنا بنشر علينا الكفر هالحين وهذولي شبابنا البواسل اللي يحبون يفزعون مع أي شخص فما بالكم بامرأة مكسورة الجناح ومن خلال هالموقف أحب أقول أننا شعب متماسك في ضل حكومتنا الرشيدة وهالحين بنوقف التسجيل شوي ألين ما نصلح المشكلة .
أوقفت التسجيل وهي تقول اضطريت أكذب عشان هالسلق بيخربون الخطة حقت قيادة المرأة .. نطقت كلماتها وهي تفتح نافذة سيارتها وتخرج مرفقها وتتكئ به على النافذة وتقول بصوت جهوري يا شباب إذا ما فيها إحراج حنا عندنا حمله .. قاطعها أحد الشباب بالله عندكم حمله أجل سجلوني معكم أباخذ عمره هاه هاه .. ضحك الجميع لتقول لهم .. يا شباب قدروا الموقف صرخ أحد الركاب وهو يضحك أنا أشوف حقه ألفين ريال إلا إذا كان موقف مميز أكيد بيكون سعره غالي هاه هاه .
أخذت تناقشهم ووضحت لهم أنها كذبت على المشاهدين وقالت بأن الكفر منسم فنط أحدهم قائلا بالله منسم أجل أكيد باقي الكفرات تضحك على ذباتة .. وعندما همت بالحديث معهم مجددا أتتها بيضة غاشمة في وجهها والشاب يضحك بقوة وهو يستطرد معليش شارين كرتون بيض عشان نتسلى على أبو هنود ونرجمه فا جت من نصيبك وحده أنت ووجهك هالطويل كنه مفرش رحلات قال إيش حمله .
مسحت ووجهها بعد أن رحلوا وأمرت ( سديم ) بأن تعيد التسجيل وأوضحت للمشاهدين بأنه تم تغيير الكفر من قبل الشباب البواسل الذين عاملوهم بكل احترام وتقدير ( طل ) بعدها وقفت أمام بوفية لبيع الكبدة وطلبت منها ( سديم ) أن تضرب بوق السيارة كما يفعل أخيها حتى يحضر الهندي ويأخذ طلبهم ولكن ( سعيدة ) رفضت بحجة أنه يجب أن تقف وتحترم الشخص الذي يعمل وحتى لا تسبب ربكة في الشارع بتكدس السيارات مما يعطل رجال المرور والشرطة عن أداء الواجب الأكبر وهو القبض على المجرمين الذين يسرقون البيوت والشقق ( ما جبوا خبرهم أهم شي يتواجدون في تاريخ 25/ وقت استلام الرواتب بأبواكهم في الشوارع )
نزلت بكل شموخ هي و ( سديم ) التي تلاحقها بكاميرا الهاتف النقال و ( سعيده ) تقول هالحين بنخش بوفية تبيع كبده وشغلات مثل كذا .. أنهت حديثها وهي تدخل والكل توقف فجأة وشخصت أبصارهم فالهندي توقفت يده التي كانت تدهن الخبز بالجبن وكذلك العامل الآخر الذي يغسل الصحون حتى الماء الذي ينساب من الصنبور توقف من هول الموقف والصدمة لتقطع ( سعيده ) ذلك الصمت بقولها إيش فيه موجود عندك يا صديق ..
أفاق من شروده وهو يقول لها معليش مدام وقف برى ممنوع دخول هنا خلي برى أنا يجي شوف طلب أنت .. احتقنت ( سعيده ) وهي تلتفت على التصوير وتقول بحرقة عارمة .. حتى في المطعم ممنوع ان الحرمة تخش وتختار وتشوف .. انهت حديثها والتفتت على الهندي ورفضت الخروج وأصرت أن يلبي طلبها وأمرته بأن يعد لها شطائر فقفز أحد الحضور وقال للهندي بصوت عالي يا خان حساب الأخوات عندي .. التفتت عليه ( سعيده ) وهي تقول وش هالشهامة يا شيخ لولا هالكرش اللي مخرب شكلك وإلا كان حطيناك سفير للنوايا الحسنه
لو أني رجال ميت من الجوع وواقف قدامك ما فكرت تقول هالكلمة .. لو يدخل فقير هالحين يقولك حسنه لله قلت الله يعطيك بينما ما عندك مشكلة تصرف عشرين الف في أحد المراقص خل فلوسك لك وأبصم بالعشرة أن ما معك حق الحساب وإلا كان حلقت فيه دقنك هالمتقطع كنه اسأله اختبارات الثانوي أكمل الفراغ ..
نطقت كلماتها وخرجت بكل شموخ وفي يدها الطلب وتوجهت بالسيارة في أحد الحواري التي يقف عندها الشباب عادة كي يتمتعوا بوجبتهم على المناظر الخلابة إما بجانب برميل للنفايات أو التأمل في أرض جرداء ما إن يفرغوا يتركون المكان بأوساخهم وهذا الذي لم تفعله ( سعيده ) بل ونهت ( سديم ) عن رمي أي شيء في الشارع ووضع النفايات في كيس داخل السيارة وبعدها في الحاوية كي تعكس للمجتمع بأن المرأة بطبيعتها نظيفة عكس الشاب فبقيادتها لن يتعب عمال النظافة في التنظيف ولن يتقلص عددهم في الدائري نتيجة الوفيات بسبب جمع النفايات من وسط الشارع ..
أنهت وجبتها مع ( سديم ) لتمسك هذه الأخيرة بطنها وهي تقول أبي حمام يا ( سعيدة ) بطني يعورني .. أجابتها .. طيب ابشوف دورات مياه مسجد قريب .. قالت كلماتها وأخذت تدور في حواري وكل مسجد تقف عنده تجد دورات مياه مغلقة مما جعلها تقول في التسجيل .. مو معقول ليش تغلق ولا تفتح إلا وقت الصلاة فقط هل الحمام مرتبط بوقت معين الناس في حاجتها ...
كانت تتحدث و ( سديم ) تمسك بطنها مرة مره تضع يدها على الطبلون وهي تقول معد أقدر أمسك أكثر من كذا كيف الشباب يتحملون الوضع الله يكون في عونهم بعذر اخواني أسمع صوت كفرات السيارة من أول الحارة من يدخل البيت ما يسكر باب الشارع وراه وركض على الحمام ..
بينما هي تتحدث وجدت مسجدا به دورات مياه مفتوحة ولا أحد حولها فنزلت بسرعة نحو الدورة و( سعيده ) تراقب الوضع وهي تقول لـ ( سديم ) خففي الصوت شوي و ( سديم ) ترد عليها وهو بكيفي وش موقفك عند الباب اطلعي راقبي في الشارع يا الغبية ..
خرجت وركبت السيارة وانتظرتها حتى أتت وهي مستنكرة دورات المياه وعدم نظافتها وأنه كيف للرجال التعامل معها وكيف تكون دورات مياه خاصة بمسجد بهذا السوء لا يوجد حنفيه ولا رشاش ماء مجرد صنبور ودلوا كأنك في أحد ضواحي افغانستان .. ونقلت ( سعيدة ) تلك التجربة على التسجيل وقالت يجب على وزارة الأوقاف التشديد والمتابعة ووضع دورات مياه نسائيه في جميع المساجد الصغيرة والكبيرة وتوفير حراس يقفون على أبوابها كما يقفون حراس الزواجات على الأقسام النسائية .
وبينما هي تقود وتتحدث صادفتها لجنة تفتيش لم تشعر بنفسها إلا وهي ترتبك و( سديم ) تهدئها حتى وقفت خلف السيارات تنتظر دورها ولم يطل انتظارها لتواجه الشرطي الذي لا ينم عليه أي نوع من أنواع التحضر أو التمدن أو حتى معالم الحياة أنزلت زجاج نافذتها بناء على طلبه وطلب منها الإثبات فأعطته بطاقة الأحوال الخاصة بها وهو يتطلع إلى الصورة تارة وإلى وجهها تارة أخرى وهو يقول جيل آخر زمن اللي معد تعرف الشباب من البنات ليش حاط حمره على شفايفك وتتشبه بالحريم ..
تلعثمت قبل أن تقول له عفواً هي كذا ربانية .. تأفف بقرف وهو يرد عليها .. وبعد ما كفاك براطمك حمر تقلد صوت بنت رح الله يستر علينا وعليك ولعد أشوفكم تدورون في هالشارع ( مقولة كل شرطي مدري من اللي مفهمه أن الشارع يستخدم مره وحده وبعدها خلاص ) ..
تحركت وقلبها يخفق وعقلها لم يستوعب ما حدث كيف لهذا الإمعة أن يحافظ على أمن البلد وهو لم يميز هل هي ذكر أم أنثى .. أثارت كلماته الغضب في داخلها وجعلها تدوس على البنزين وتدخل في أحد الحواري بصورة جعلت السيارة تزحف يمينا ويسارا و ( سديم ) تسقط عليها مرة وتضرب في الباب مرة أخرى إثر الزحفات المتتالية وقد أشعلت الكست لتصدح أغنيه ( يا ناس حب وحبيته أنايديه يخرب بيته ) .. وهي تردد خلفه أيه والله يخرب بيت أم الأنظمة اللي عندنا و ( سديم ) تتوسل لها .. هدي لا نصدم الله يخسس ..
أفرغت شحنات الغضب التي اعترتها لتعاود السير في الطريق بصورة هادئة ومر بجانبهم جيب شاص بداخله قائد قد ألصق ورقة على الزجاج الجانبي كتب فيها رقم هاتفه الخلوي و ( سعيدة ) تقول لـ ( سديم ) وش يحسون فيه شبابنا راز لي رقم عداد مويه ويحسبه مميز .. ضحكت وهي تكمل حديثها .. بعدين شوفي شكله واضح أنه ما غسل وجهه عشان لو سأله أحد يقوله وجهي بكرتونه جديد لا وشماغ وثوب أزرق وسبحه بيج كنه لوحه سرياليه ..
نطقت كلماتها وأنزلت نافذتها وقالت له بكل سخرية ... يا الحبيب نصيحتي لا تحط الورقه لأي بنت يبغالك ترقم وحده تخصصها رياضيات عشان تحفظه حاول الرد عليها ولكنها زادت من سرعتها وتعدته حتى وقفت عند الإشارة وتطلعت إلى ( سديم ) التي ازرق وجهها وهي تشير بأصبعها كي تلتفت خلفها وحينما التفتت فإذا بها تشاهد جمس الهيئة وقد استكن الشيخ في المقدمة والسواك بين شفتيه يذهب به يميننا ويسارا حتى سقطت منه قطع أجبرته على أن يفتح النافذة حتى يلفظها ووقعت عينيه على الددسن الذي تقوده ( سعيدة ) فصرخ بصوت عالي ..
وقفي على جنب وقفي .. نزل العسكري القابع في المرتبة الخلفية على صوت الشيخ ونهد عليهم كما ينهد كلب الصيد بأمر من سيده ولكنه لم يمسك بهم بسبب أن ( سعيدة ) ضغطت على البنزين متجاوزة الإشارة مما جعل قائد الجمس ينطلق خلفها بكل حزم وقوة حتى تم الإمساك بها وأخذها إلى المقر وهناك عسكت وجهة نظرها أنه من حق المرأة أن تقود وأن بقيادتها سوف تنحل مشاكل السائق الذي يختلي بالنساء ويسرق البيوت ويهلك ميزانية الأسر المتوسطة ..
كان الشيخ يستمع لها ويتفهم ويتقبل رأيها وأوضح وجهة نظره بأنه ليس حراماً وإنما هي لمنع الفتن وحفاظاً على المرأة من براثن المجتمع وأنه بقيادة المرأة لن تنحل مشكلة السائق وإنما سيضل موجوداً بسبب أن الرجل سيرمي بأعباء المنزل كاملة عليها وسوف تذهب بالأولاد إلى المدارس وإحضار المؤن للمنزل غير مهما الأصلية الطبخ والنفخ وتربية الأولاد ...
تحدثوا طويلا وفي الختام وقعها على تعهد وعادت إلى منزلها وكرست جهدها من ذلك اليوم إلى يومنا هذا بشن حملات في الفيس بوك والتويتر بمطالبة قيادة المرأة وأنها فخورة بصفعها للرجل وقيادتها رغم الصعوبات .. وأنه يوما ما سوف تقود المرأة وتأخذ وضعها في المجتمع .
النهاية
ملحوظة :
قد يكون العنوان مستفز ولكن لا يتعدى كونه عنواناً
وقد يحمل الموضوع في طياته الكثير من العبارات التي يضن البعض أنها تقليل من قدر أي شخص ولكن تضل مجرد عبارات فقط
الرسالة الحقيقيه ما بين السطور وليست ما تقع عليها الأعين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى